أوراق مبعثرة .....بقلم صالح محمد الحاتلة

 


مداهمة  ..؟ 1


لم أبلغ الحُلم 

كانت كل إتجاهاتي مغلقة 

أتعثر في الطريق وقد يلفت نظري مشهد

وأتبعه وأنا أمشي حتى أقع من طولي 

كنت صانع ألعاب ولدي جميع الماركات من

الدراجة الهوائية والرولز رايز والبنز 

أحتكم على مايغري عقول الصبية ، أتدرج في 

السوق الفسيح وأشبع طفولتي لا أعرف من الحياة غير هذا اللهو 

أحتك بزبائني وأرفع مشترياتهم وألمس اليدين 

غير آبه بينما نظرات الكبار تأنبني على سجيتي 

أتعامل والبعض يستلطفني فما زلت صغيراً 

ريفيتي التي أعيشها من شقاوة وعدم ترتيب 

وتصرفات بريئة شفعت لي في اعين الصبايا 

ففي سوقي الأدوات المدرسية والمنزلية والغذائية 

هي مجنونةً مثلي متهورة صبية ترقص على كلمة ،

ضحوك لديها جرؤة في التعامل ، طلبت منّي أن 

أحضر لها سحاب أو ما يسمى سستة لمريول 

المتوسط بلون البنبة وأنا الذي أتحاشى مثل هذه 

التساؤلات وقد وضعت كل الألوان في كرتون 

بجميع ألوانها ومقاساتها ولكنها أصرت،

ذهبت معها وجلسنا بجانب بعض كجلسة الكنغو 

أنا أعطيها اللون البنفسجي وهي تأخذ الموف 

وأعطيها الازرق وترميه في وجهي،نتجادل

وترتفع أصواتنا وتدفعني من كتفي وألطمها

في معصمها وتُحلق عليَّ بشقاوتها وأحكمت

يدي على عنقها وهي كذلك ،

جآنا المدير وقد كاد أحدنا أن يقضي على الآخر ،

لم أدرك تصرفي المشين إلا بعد مراجعة المدير 

لي بأن ما فعلته خارج حدود اللباقة والتعامل 

مع زبائن المحل وإن تكرار فعلتي تلك سوف 

يبلغ صاحب السوق ،

تُطل بوجهها الطفولي كل يوم مرتين أو ثلاث 

وأنا أحسست بعقدة الذنب تجاهها وأردت أن 

أتصالح معها ولكنني كنتُ حذراً بأن تكون حاقدةً 

عليَّ ونشتبك مرةً أخرى فأكون قد خرقت أتفاقي 

مع مديري ويرفع بي وأكون قد خسرت عملي ،

دارت في أرجاء السوق ولم تجد بعض حوائجها 

فأحتاجت للمساعدة وأتت بحذر وكأنها تحس 

بعقدة الذنب تجاهي وطلبت مني مساعدتها 

كعادتي قمت بالواجب وشكرتني وقالت هل

مازلت غاضباً مني وأبديت لها خجلي وأسفي 

مما بدر وإنني في حرج شديد مما حصل حتى 

ضحكنا ضحك طفلين معاً 

أحسست بشئ في داخلي لا أعلم له تفسير في 

حينها ولكنه نوع من البهجة والنفس العميق

شهيقاً وزفيرا والتعرق الذي طرأ عليَّ وإنتفاخ 

أوداجي وبعض الرهبة التي قيدتني بعد إن

وادعتني وأهدتني قبلة وداع بيدها عن بُعد

مداهمة  ..؟ 2


محاولة في كتابة رواية


لم أكن قبل هذا التاريخ أعرف ماذا يُفسر 

هذا الموقف أو الطرق التي يجب التعامل

معها بالنظر إلى هيئتي الصبيانية وشعري

الكثيف الذي جعل وجهي يصغر كلما تمدد

في جوانبه وتجعيده وقد كانت موضة

الآفرو في القصات ولكنها ليست صنيعتي

فعملي الذي يمتد قرابة الستة عشر ساعة لا

يتيح لي الوقت في جزه أو تصفيفه غير أن

لبسي لم يكن بالمرتب بحكم وجودي في

الخدمة وتصفيف الأرفف وحشوها بالبضائع

وتنسيقها والتسعيرة للصنف والتواريخ

والتوصيل للزبائن، 

تكفيني قنية العطر حوالي الستة أشهر لقلة

إستعمالها إلا مع صلاة الجمعة أو الغيار في

نصف الإسبوع ،

عندي سرعة البديهة في إجابة مديري وفهم

ما يريده زبوني والسرعة في العمل والنشاط 

فأقوم بمساعدة زملائي في السوق إضافة

لعملي الرئيس صانع الألعاب ،

في الخامسة عشر أو يزيد عنها بعض الشيء 

دراستي لم تكتمل في الثانوي أضطررت

للهجرة مع أفواج المهاجرين وقد كانت موضة 

حينها،ثقافتي النسوية صفر لم أقرأ في كتب 

العشق أو أشاهد أفلام رومانسية تساعدني

على فهم الطرف الآخر ،

في سوقي بعض الصحف والمجلات يمكنني 

إستعارتها عند الخروج من العمل وقد أعياني 

التعب طوال اليوم ، تحسنت العلاقات بيننا

وصارت أهدأ من ذي قبل وأنا كذلك دخلتني الرزانة بعض الشيء من جهة تهديد المدير لي 

وثانياً ما وجدته من الرقة واللطف في تعاملها 

معي ، أخذتني طيلة الأسبوع في مراجعة

حساباتي ويجب عليَّ أن أكون ذو نظارة

وكياسة في التعامل وأن أمتلك كمية ليست

بالقليلة من المفردات الجميلة التي تُزين

الحديث أو تطرب اللب إذا دار بيننا حديث

وأن يكون هندامي مقبولاً بعض الشيء ولو

أضطررت أن أضيف لخزانتي ثوبين أو ثلاثة 

بالفعل أعددت خطتي أستأذنت من مديري في 

ليلة الخميس قبل ينقضى الدوام بساعتين

وذهبت للتسوق من سوق البلد، 

أول مافعلته إن قصصت شعري ومن ثم

أحضرت لي ثوبٍ أبيض للمناسبات العامة وآخر 

باللون البنّي يتناسب مع العمل وآخر باللون

الأزرق المائل للكحلي فقد أعجبني جداً، 

لدي في سوقي قسم للعطورات والكريمات

المرطبة وكريمات الشعر غير تلك الهدايا التي 

نتلقاها من مندوبي الشركات على شكل عينات 

من جميع المنتجات وهي ذات جودة عالية

تغري الزبائن في شراء المنتج، 

وقع في يدي في وقت سابق جزء من كتاب

لشخص من بلدتنا عندما زارني وأنا أعمل في 

محطة البانزين قبل أن أنتقل لعمليالجديد ،

لم يكن له غلاف هذا الكتاب وهذا ما سهل لي 

قراءته في حين بعض من يراني وقد عرفه

كان يبتسم في سره وأنا لم أعرف مقصده

الكثير لا يعلم ماذا أقرأ وقد أتاح لي أن أعرف 

نفسي وماذا أملك ومميزاتي وتركيبتي

وخصائصي وكلما يتعلق بالجنس الآخر 

لم يخطر ببالي وأنا أتبضع أن أحضر لها شيء 

في طريقي فكرت إن المسألة قد تكون فيها

بعض الجنون أو يُفسر عملي هذا بالإندفاع

الغير مبرر له فألغيت من بالي مثل هذا الأفكار 

بينما شريط ضحكتها يزلزل قلبي وكأنها جذوة 

ألقيت على أتون قلبي الذي صار يخفق على

غير عادته ويترجم كل التعاملات من حوله

على منحنى آخر وقد أستطعت خلال هذه

الفترة أن اغوص في عالم القراءة التي أتاحت 

لي برغم الشح الذي كان في أيامنا والبلاد التي 

تمنع دخول الكثير من الكتب والأشعار والصحف 

الخارجية والتلفاز الذي يجعلك تنتظر مسلسل 

السهرة بالساعات مع حذف الكثير من المشاهد الحميمية ، 

خالجني شعور وإحساس ينمو على غير عادته 

وتهذيب لم أعهده من قبل ونظرة تفاؤلية كلما 

رأيت هذا الملاك يعدو نحوي أفتعل الكثير من 

الأمور كي تبقى أكثر وقت ممكن في تبضعها 

حتى أشبع عيني من رؤيتها وهي التي حفرت 

في فجاج القلب أنهاراً وشلالات مازالت تغدق 

من زلالها إلى اليوم، 

فاجأتني ذات يوم بعلبة مزخرفةً مغلفة تحملها 

في يدها دونما يراها أحد فقد كان خِمارها

يُغطي خصرها مع ضوء وجهها تحت وطأة

الحجاب الشفاف فأخذتني في  أحدا الممرات 

في السوق كأنها تريد شيئاً فأشاحت بجديلها 

الملفوف بربطةً في أعلاه كأنه ذيل فرس عربي 

أصيل يميل لونه إلى الأحمر أو البنّي كأن

خصلاته مذهبة في بريقها تريني ذاك السّحاب 

الذي كنّا نتازع على لونه وهي تقول هذا اللون 

جلبته من سوق البلد لم يكن ناظري ساعتها

يتمحور هنا فقد رأيت تلك السلسة للعنق وتلك 

الفقرة الأكبر البارزة التي يحيطها طلوعاً ونزولا 

بعض الشعر المورد الخفيف وتلك الجداول التي 

تدعوني لرشفها بقعةً بقعة ، 

كدت ألثمها وقد تشنجت ووقفت كالعود بين الأنواد 

أستدارت وسحبتني ووضعت تلك العلبة الصغيرة 

في يدي فلم أتمالك نفسي حتى قبلت راحة يدها في 

سرعة خاطفة لم تحسب لها حساب ولا حتى أنا، 

أصابنا الإرباك جميعاً فقد وضعت هديتي في 

جيب ثوبي وهي ألتقطت أنفاسها وذهبت ولم 

تأخذ شيء كأنها أتت لتزرع في روضي شعور 

لم أتصور أن أعيشه يوماً ما فقد أتّبعت مندُ ذلك 

اليوم نظام في تأنقي وتعاملي وتثقيف نفسي 

وتزويدها بالإطلاع على القصص والبلدان والأشعار 

والمسميات حتى لا أقع في فخ الغباء وقد

أسترجعت ذلك الموقف مرات عديدة وخصوصاً 

القبلة التي تجرأت ورقمتها على راحة يدها

فمثلها قبلة المحب لحبيبتة وهناك قبلة الأنامل 

للدلال والكف للإحترام وأما الراحة فهي مفتاح 

القلب للقلب ،،

أعرف إنني صغير سن وقتها وهي كذلك

لكنني تصرفت كالفرسان الذين يأتون بالطريدة 

يضعونها في أكف حبيباتهم ولم أجد مواتياً

لي في لحظتها إلا القبلة 

أنتشت روحي في ذلك اليوم وأحسست إنني 

تقدمت خطوات في الإفصاح عما يجول في 

فؤادي وقد كسرت حاجز الخوف الذي كان

يقلقني في فهم شعوري على غير محمله .


محاولة لكتابة رواية ..! 


خطوة على الطريق  ..! 3


أردت أن ينجلي هذا اليوم بسرعة لكي أرى مغلفي أو تلك الهدية التي وضعتها في يدي وقد كان بأمكاني رؤيتها في الحال ولكنني عقدت العزم أن أحفظ خصوصيتها وأن أجعل لها وقت مستقطع أعيشه يليق بي وبها 

عند عودتي لسكني أوهمت رفقتي بإنني سوف أخلد للنوم باكراً وليس لي مقدرة على تناول العشاء معهم لكي أنعم بهذا الفاصل الذي لا يتجاوز النصف ساعة في غرفة النوم المشتركة وهم بعيد عني في غرفة الجلوس والطعام 

بقيت بكامل لبسي وأغلقت الباب وراءي وجلست على سريري الذي يحتوي مخدةً بيضاء مزخرة بالرسومات وبطانية أبو دب من الصناعة الكورية ذات الطابقين لشدة البرد ودرج يشبه الكومدينو به أغراضي الشخصية ومسجلة ناشيونال ذات الزرار الأحمر وبعض الكاسيتات المنوعة لأم كلثوم وعبدالحليم وميادة ووردة وأبوبكر ومحمد عبدة (أ)

أخرجت من جيب ثوبي ذلك المغلف بالأشرطة الحمراء المزهرة جوانبها وبدأت في فتح مغلفة درجة درجة وإذا بعلبة مغلفة بالجلد كعادة تغليف الهدايا موضوع بداخلها أزارير ثوب وكبك مذهب الجوانب أسود اللون طقم كامل

كنت في لحظة إنتشئ وسرور عظيمين لتلك الحالة المعاشة ليس من أجل الهدية فحسب ولكن من قيمتها المعنوية التي وصلتني وأشرقت شمس قلبي وزرعت في روض قلبي أشجار النخيل المثمرة وقناديل الفرح التي لا تنطفي وزهور الورد الذي أشعل في فؤادي حب الجمال وطقوس الحياة والأحلام التي لا تنتهي وفتح لي آفاق جديدة وثقة بالنفس لأنني وجدت من يهتم لشخصي ويبادلني شعوراً جميلاً ولو بالقسط اليسير ، أحسست بالشبع رغم عصافير بطني التي كانت أصواتها عالية على غير عادتها فأشعلت أغنية لأبوبكر سالم 

رسولي قوم بلغ لي إشارة 

إلى عند المليح الحالي الزين 

أكذب إن قلت إنني هنئت بالنوم ليلتها برغم الإرهاق الذي يعتريني من طول العمل اليومي ولكنني كنت أتقلب على جمر الشوق تأخذني أحلامي إلى فضاء رحب يُصور لي بأن أمارس قصص العشاق في العصور الغابرة وأن أمطر محبوبتي بوابلٍ من القصائد والكلمات التي تتناثر كحباب اللؤلؤ أمام غنجها ودلالها وأن أنتظر قدومها ورواحها وأصور كل حركةً منها بتلك التصاوير التي تأنس لها وأن أسكب حبي في فمها كالشهد المذاب 

أشرقت وعيوني تكاد تقفر من وجهي محمرة معروكة شديدة التعب وجسمي يتحامل على نفسه على غير عادتي جرآ ما كان من ليلة البارحة وقد لوحظ هذا من قبل مديري فأوعزت له ببعض الألم الذي حرمني من تناول العشاء وسبب لي هذا التعب ولكنني سأكون للأحسن بإذن الله

رأيت الصباح غير كل الإصباح الذي مر من هنا فقد كان الجو يميل إلى البرودة في شهر أكتوبر والشمس تأخذ مسارها من بين الآكام وقمم الشواهق رويداً رويدا تُقبل نافذتي في طريقها وإشعاعها يتخلخل من بين فتحات النافذة في خطوط دخانية كأنك تعزف أوتاراً تمتد من الشرفة للباب .


صوفي  ..!4


أخذت لي حمّام بالماء الحار الذي ينفض عني خمول الجسم المتراكم ومنيت نفسي بلقاء يذيب هذا الثلج العالق بين قلبينا ويجب عليَّ أن أتخذ خطوةً للامام تبرهن صدق شعوري ومشاعري وإني لست من المتلاعبين بالعواطف البريئة

فكرت أن أجلب لها هدية تكون مدخل لحديث جيد يفضي لمراحل أكثر نضج وحيوية أفصح فيه عن مكنون قلبي ومشاعري وأحلامي 

فكرت في شكل الهدية ومحتواها وكيفية إيصالها فمن الصعب أن أجلبها إلى السوق وقد تثور حولها الشبهات في إتهامها بالسرقة او ينكشف أمرنا في تبادل مثل هذه الحاجات وتُشوه سمعتها وأقضي على مستقبلي بيدي 

هداني تفكيري للمراسلة التي هي لغة المحبين سواءً كانوا بالقرب أو خارج نطاق المكان 

خرجت على أثر قرع الباب من كثر مكوثي أغتسل وذهبت لخرانة ملابسي أنتقي أناقتي التي تليق بموعد غرامي 

فمنذُ ذلك اليوم صار للصباح معي موعد غرام 

خرجت من بابي منشرح الصدر والسريرة أصافح حيطان البيت وأدقق الخطوات وأخاطب النسمات هل بقي أثر لملاكي هنا من ليلة أمس هل لمست عباءتها هذه الطرقات هل أضاعت منديلاً أو شريط 🎀 من لفافة شعرها المنساب على جيدها الممشوق هل عثرت في الطريق وبقي من رائحة كفها على الأرض هل ذكرتني في خلوتها أو سرحانها هل عرفت ما أكنه لها، 

نظرت أمامي فإذا الفجاج مشع من أشعة الشمس التي أخترقت الحقول،هناك بستان عنب قد قطف محصوله وتم تجريد الأغصان اليابسة تأهباً للموسم الجديد وهذه البئر التي تحيطها شجرة سدر وشجرتين من تين والحقول التي تُزرع بها الطماطم والكوسة والفجل والبقدونس والكزبرة ومنزل قديم تصدعت أركانه تحوم حوله القطط وبيت جارنا الذي وضع على ناصيته قن الحمام وذكرها يحوم حول أنثاها ويهديها القُبل في كل جولة على السطح وشجرة الحناء المغروسة في جنب منزلنا تُغرد على أغصانها عصفورتين 

كل تلك المشاهد لم تلتفت نظري من قبل كأنني أشاهدها أول مرة 

ماذا جرى لك أيها الريفي  الصغير؟ 


صفحة جديدة  ..! 5

محاولة لكتابة رواية !


مضيت أتراقص طرباً يحملني الشوق لكل شي مفعم بالحيوية والنشاط،أرى كل الوجوه حولي بكامل أناقتها وجمالها 

فُتح باب السوق وأنا بدوري ذهبت للقسم الذي كنت أديره وبدأت في إستعراض تلك الدراجات ووضعها على الشرفة أمام السوق لكي تجذب الزوار 

يأتينا من الريف حولنا الكثير من المنتوجات الزراعية كالعنب والرمان والتين والبخارة غير تلك التي نجلبها من سوق الخضار والفواكه 

يضع الزائر كل همه علينا في توفير حاجياته وقد أستطعنا في فترات متعاقبة أن ننفذ إلى شعار ( كلما تحتاجه تحت سقفٍ واحد ) 

كان هناك استريو يتبع السوق في فترات سابقة ومع الصحوة الدينية التي صاحبت ذلك الوقت استطاعوا إقناع صاحبه بالتخلي عنه وعدم تشغيله والتخلص  من محتوياته بأبخس الأثمان،

بعد بيع محتوياته لم يبقَ سوى النُسخ الأصلية التي يمكن إعادتها مجدداً وبيع المنسوخ منها وهذا كان سائدا في المكتبات الورقية أو الموسيقية قبل ظهور شركات التسويق الحديثة ،

كان مفتاح هذه المكتبة تحت تصرفي لأهميته وكنت أتعهده بين الحين والآخر من التنظيف والصيانة ووضع بعض البضائع الثمينة في هذا المكان 

كنت أتصفح بإسمترار المحتويات فهناك أجندة كبيره تحمل كل المسميات وأرقامها وأماكنها لجميع أهل الفن والطرب في الوطن العربي أمثال أم كلثوم عبدالحليم فريد محمد عبدالوهاب وردة فائزة نجاة وميادة

فيروز وفنانني الخليج بكل أطيافه غير القصص والمسرحيات التي كانت منتشرة أيامها ،

ذهبت لقسم الأدوات المدرسية وجلست أنتقي باقة من ورق الرسائل الملونة والمعطرة والمزخرفة 

إلى حبيبتي  ؟

وقفت أتامل هذه الكلمة !

كيف أكتبها إلى حبيبتي ولم يكن بيننا أتفاق على هذا الحب ؟

لم أفصح لها عن شعوري علانية ، قد يكون هذا تهوراً من جانبي 

شطبتها وأبقيتها في دفتر الرسائل وأخذت غيرها

إلى عيوني 

إلى قلبي 

إلى حبّي إلى إلى إلى لم أ بقي مسمى إلا وذكرته وكان مصيرها المصير السابق، 

بعد التساؤلات المنطقية الكثيرة التي يجب علي البدء بها ونحن في أول الطريق يجب علي التريث والنظر للأمور بجدية وتفحص الظروف الملائمة من حولي فقد تقع رسائلي في يدٍ غير أمينة فأقع فيما لا تُحمد عقباه،

عزيزتي:   

لم أسميها وجعلتها مُبهمة حتى إن وقعت في الشرك بأمكانها النفي وكذلك أنا 

لقد كانت هديتكِ أجمل ما حظيت به فقد تفحصتها قطعةً قطعة فوجدت ذوقك الرفيع يسكنها ولمساتك الجميلة تحيط بها وصورتك بروازها 

التوقيع؛

محب .

لدي بعض العينات من العطور التي كانت تُهدى لنا من أرامس ديفن ومونتانا وتيروز ومارينا ون مان شو وليلة خميس وغيرها على شكل تولات تشبه دهن العود 

وضعتها في ظرف 📩 ملون بشكل وردي مخصص لرسائل التهاني والمعايدة وقد مررت مرود العطر على دواخل المظروف ووضعت الرسالة التي خطها قلبي 

بدون أسم أو عنوان  ؟ 


أورٱق مُبعثرة  …  صالح  محمد الحاتلة




تعليقات


  1. كل الشكر استاذتي لدعمك وتوثيقك لبعثرتي المتواضعة التي احاول من خلال هذه الأورٱق أن أكتب جزء من رواية أو بعض من قصيدة أو قصاصة
    من كلمات

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر