إحياءُ ذاكرةٍ. ......بقلم توفيق الفاطمي

إحياءُ ذاكرةٍ ...

▪️▪️▪️▪︎■▪︎▪️▪️▪️

لن يجدي نفعا سيّدتي هذا السّقي
يبست ذاكراتي وجفّ منذ سنين عرقِي
بعد أن أقسمت المسافات لن نلتقِي
ذاكرتي تنزف جراحا والحزن كان شقِي
سيقتلني خوفي من القادم ، سيقتلني قلقِي
أيّتها الأقدار ، أيّتها الأرض بي وبجسدي ترفّقِي
سلبتني كلّ أشيائي الجميلات حطّمتِ أحلامي وأضعت بين الدّورب طرقِي
لن نلتقِي
قاسيةٌ تلك الكلمات فالحبّ ليس فوضويّا في قلبي
إنّي أراه يرتدي ثوبا نقِي
اِبتعدي أيّتها الجراحُ
كثيرة هي الأبواب
فما بكِ أقسمتِ غير بابي لن تطرقِي
أظنّكِ تحبين حزني وغيري لم تعشقِي
أ لا يكفيكِ بكاء الحروف في سطوري
اُنظري لقد تبلّل بكلّ دموع العاشقين ورقِي
أ لا يكفيكِ ضياعي وبعثرتي وتشقّقِي
أ لا يكفيكِ في جفاف اللّقاء كان غرقِي
حبّا وهجرا وجراحًا ، كلّ يومٍ الرّوح بها تشنقِي
أيّتها القصائد المدفونة في ذاكرتي
لا تموتي في أرض الهجر
ولا بنار المسافات تحترقِي
أيّتها الوفيّة النقيّة أعيدي
مرّات ومرّات بدلو الحنين هذا السّقي
لعلّ جذور ذلك الحبّ تحيا مرّة أخرى
وفي محراب الودّ تلتقِي
وأنتِ أيّتها الشّمس بدّدي ظلام الحزن
وبثوب السّعادة أشرقِي
وأنتِ أيّتها الرّوح ، من أفواه الأيّام العصبية اِبتسامةً اِسرقِي
وعلى تلك الذّكريات المهمومة بها تصدّقِي
ومزّقي دساتير الخوف وقوانين الأرقِ
وعن رفيقة روحكِ الأبديّة لا تفترقِي
واُصرخي ومزّقي ذلك الصمت الذي خلع أثواب النّطقٍ
وعانقي بكلّ حنين الأرض روحك الأخرى عانقِي 
فبينك وبينها ألف وعدٍ وألفُ موثقِ ...

 ✒ توفيق الفاطمي