يومُ آخر لقول شعورٍ ما بقلم أحمد أبو الفوز

يومٌ آخر لقول شعورٍ ما
ما عليكِ إلاّ أن تكوني كما أنتِ أيتها الحنطيّة
آتية بملامحكِ السّمراء
لأيام دركي الأسفل كالخبز
ولأيام صحْوي الأعلى رغوةً طافحةَ المنام .

فالعالمُ المصابُ بالمجاعةِ
يجالسني الطّاولة للعبةِ حظّ
مميتة ( الروليت )
لو كان أحدهم يمتلِكُ الشّجاعة
الكافية
لكنتُ قد اقترَحتُ عليهِ موْتاً سريعاً
قبلَ أن يموتَ كلّ يوم
ألفَ موتةٍ كالجبان ..

أمّا أنا ... فقد كنتُ المحظوظُ الأوّل ،
حينَ لم أجِدْ ما يليقُ بجرحي فوْق قَحطِ التّراب الشّديد هذا
إلاّ رصاصة تسكنُ بيتَها تشبهك
من دون أن ألتفِتَ لشيءٍ
فأنا لستُ من المُنتظرينَ
لستُ من المعوّلين
لست من الآجلين ...
أنا عجول جداً بضغط الزّناد ليأتيني
كلّ شيء راكعاً
حتّى لو كان الموتُ نفسُه ...

عجول لدرجةِ العتاب
لدرجة الغضب
لدرجة عِناق
يميّز حينها أيّ منّا يخاف الموت
من الّذي لا يخافه ...

أعتقد يا سيّدتي أنّ وضوءنا بالموت خيرٌ من وضوئنا
بحياة تهدّدنا بالخروج ...
علينا أن نسبقها بذلك
كما سبقتُ أنا عابريها ،
وحسمت أمرهم ،
ودلّلتهم بطريق الخروج...
فذروة لقاؤك ..
يا موتتي الأولى
وحياتي لدخولي الأخير ...
لا يمكنْ أن تكون فقط بنصٍ مكتوب ،
أو بإحساسِ متّهمٍ بالإفراط ،
لا يمكن أن أضعها بكفّ صديقٍ قابلته ،
ترتعش يداه فقط ... من ذكرِ مقتلي ...

لا يمكن أن أثقَ بكلّ هذا ..
لا يمكن أن أثق بمن يتردّدون
من أجلِ البّحث عن حبيباتهم قبل أن يتساقطنَ
بيديّ عزرائيل بينَ أزقّةِ بلادي
فيَكنْ أشجعَ منهم ..
أنا بحاجة لِضحكِ المجانين الكثير
الذي يعبّر عن تجاهُلِ اللّه
لبُكاءِ العُقلاء الذينَ لا يعرِفونه ،
أنا بحاجة لِذنبِ العاشقين الكثير
الذي يعبّرعن سُخط  اللّه
على توبةِ الكارِهين الّذين لا يحبّونه ...

تبسّمت تسأله : كيف ؟
قال : لأنّ العاشق والمجنون
نوايا اللّه المفضوحة في جميل ما عبّر ...
تبسّمت ثانيةً تسألُه : وما بعد كلّ هذا ... أيّهما أنت ؟
قال : لأنكِ تَعبيره الأجمل على الأرض ....
فأنا كلاهُما ....

______________________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر