لا أعرفُ. ........بقلم أحمد أبو الفوز

_لا أعرفُ
لِمَ بعد رحيلكِ
كَثُر مجيءُ العصافيرَ عند شرفتي؟ رُبّما تَودّ أَنْ
تقتاتَ قوتَ يومِها!!.

........هكذا مُتقلّبُ المزاجِ هذا
يُسائِل نفسه مثل كُلّ مرة مُتعجّباً.
فَلا وجودَ لِفتاتٍ مِن الخُبزِ مَذروّاً فوقَ شُرفتِهِ، أو
أيَّ شيءٍ آخرٍ تَلْتقطه مَناقيرُها المُصفرّة.. لاشيء.

........لاشيء..
سوى كرسيّ متحرك فقط كان لَها [  كان لِأُمّهِ ].

_ أَ تُشاركيني ريقَ الّلهفةِ
أيّتُها الطُفيليّاتُ الجائعةُ؟
لِنقر ماتَبقى مِن اسفنجِ الكُرسيّ الأَيْبَسِ !!.. أَلا تَبّاً.

........هكذا كَكلِّ مرةٍ..
مايُعكّر صفوَ صباحِهِ
إلّا أصواتَ النّقر هذه...
فَخوفاً مِن أَنْ تُقاسمَهُ زادَها بِريقِهِ [ زادَ أُمّهِ ]
يَخرج لِلشّرفةِ مُنزعجاً جدّاً، يَهشُّ بِيديهِ المُلوّحتَينِ
جُوعاً لِيدَيها المُتلاشِيَتَين..
كَتلاشي العصافيرِ المُتطفّلةِ مِن حولِهِ دون عَودةٍ.

لكنْ.. إِلّا واحدة!!!
نَعم،،،  إِلّا واحدة...
كَما اعتادَها تَعود.. فتحطّ..
على شُبّاكِ نافذتِهِ المَفتوحِ تُشَقْشِقُ.

كَما لو أَنّها عادَتْ لِلإِطمئنانِ أَنّهُ قَد استَيقظَ؟!
وهو لا يفقَهُ مِن زقزقتِها شيئاً.. صَحيحٌ..
لكنّهُ كَعادتِهِ،،
يَنصتُ لها،،
بِلا استيقاظٍ يَبتسمُ،، مُهَمْهِماً :
هذه العصفورةُ الوحيدةُ شَبهُ الأمسِ بِاليومِ، 
الوحيدة هذه.. شَبهكِ ياأُمّي.
_______________

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر