أنا وعرافة ......بقلم احمد الاكشر

.... أنا و عرافة ....

(1)

فِي الْمَقْهَى الْقَدِيمِ

 جَاءَتْ عَرَّافَةُ

تَمشي تَفوحُ مِنْ جَعْبَتِهَا

 رَائِحَةِ اللَّيْمُونِ

مَرَّتْ مِنْ أَمَامَي

حَاوَلْتِ أن تخَطْفَ

اِهْتِمَامِي

 هَمَسْتِ بِصَوْتِهَا الْمَمْشُوقِ

 هَلْ لِي أَنْ أَشَقَّ سَيِّدَي

 هَذَا الضَّبَابِ

و أَخْتَرِقَ بَعْدَ ذَلِكَ السُّكُونَ

 أَيُّهَا الْمَفْتُونَ

 اُعْطُنِي رَاحَتَكَ

عَلِّكَ تَنُولُ رَاحَتَكَ

 اِسْتَرِحْ مِنْ خَوْفِ الْخَبَايَا

سأرى لَكَ الْمَجْهُولَ فِي الثَّنايا

 تَرْتَاحُ يَوْمًا مِنَ الظُّنونِ

تَكُفُّ عَنِ ابحارك الْأَهْوَجَ

فِي خُلْجَانِ الشُّجُونِ

يا سَيِّدُي اُتْرُكْ

الْخَيْلَ الْجَمُوحَ

و صَهْوَةُ الْوَهْمِ الْفَسِيحِ

خَبَرَنِي كَيْفَ حالُ قَصِيدَتِكَ

 مِنْهَا اُنْتُهِيتِ

أَمْ فِي كُلُّ بَيْتِ

 كَتَبَتِهِ قَضَتْ عَلِيُّكَ

مَا بالُ سمراءُ الْقَبِيلَةِ

أَمَّا زُلْتِ تَحْبُوَ خَلْفَهَا

 تَسِيرَ عَدْواً فِي الشَّمَالِ

 و اُنْتُ عَبَثاً فِي الْجَنُوبِ

اِخْلَعْ عَبَاءةَ الْقَلْبِ الْحَنُونِ

 تَحَرَّرَ  رُوَيْداً مِنْ

خُضُوعُ أَوْرَاقِ الزَّيْزَفونِ

كُنْ شجَاعًا و تَمَرُّدً

 كُنْ قُوَيًا

 كَنَّ كَمَا يَجِبُ

عَلَيه أَنَّ تَكَوُّنَ

(2) عَرَّافَةٌ أَنْتِ ... هَيْهَاتَ

هَلْ أُتِيتِ

مِنْ جَوْفِ الْجُنُونِ

 مَا كِنْتُ يَوْمًا

أَطْرُقُ الْبَابَ الْخَفِيَّ

 و لَا أَلَعَنْ الْمَاضِي التَّعِيسُ

لَمْ أَجِدْ ضَالَّتَي

فِي أَقْدَاحِ التَّنْجِيمِ

حَتَّى أَنَّي لَا أَعْلَمْ لِأَيُّ

الْأَبْراجِ أَنْتَمِي

لَا أَطِنْ أَنَّ الْغَدْرَ سَيَأْتِي

مِنْ قَلْبٍ فِيه أَحَتْمِيٍ

 كُلُّ الْخُطَى المكتوبة

 سَوْفَ أَخُطُّوهَا أَكِيدَ

اِجْمَعِي أَغْرَاضَكَ الْحَمْقَاءِ

و أَوُشِّحْتِكَ الْحَمْرَاءَ ..

و أصداف السَّحَرَ اللَّعِينَةَ

 بِعَثْرَيٍ قَبْلَ أَنْ تَرْحَلِي

 تِلْكً الرِّمالَ و حُزْمَةُ الْغُصُونِ

الْغُيَّبِ لَا يَسْكُنُ فِي خُطُوطِ يَدِي

و لَا الْأشْبَاحَ فِي قَدْحِي سَتُحَدِّدُ وَجِهَتَي

 سمراءِ الْقَبِيلَةِ حَتْمًا فِي يَوْمٍ سَوْفَ تَعَوُّدْ

و قَصِيدَتُي الْمَجْنُونَةُ

 سَتَهْدَأُ يَوْمًا

 و تَحَرُّرُ قيد قَلْبِي الْمَسْجُونِ

أحمد الأكشر

2017

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر