الوعد الضائع. ........بقلم حسن الشاعر
الوعد الضائع
………………
قالت كثيــراً أنــهــا تهوانـــــي
وتحبُّ جداً عالمــي المُتفانــي
قالت بأنــي كالمــلاكُ بعينهــا
وبأن لا رجــلاً بمثــلِ حنانــي
وبأنهـا لــو خُيِّــرت تختارنــي
أمَّــا المحــالُ فإنــها تنسانــي
قالت وأيضا أننــي نبضٌ بهــا
والنبضُ ذو فضلٍ على الأبدانِ
فإذا سألتُ مكانتي في نفسها
في قلبها كانت تشيرُ مكانـــي
وإذا شككتُ ومــــرَّة كذَّبتهــا
قالت تمهَّــل كــي تری برهاني
عهِِدت بأن تبقــی بقربي دائمآ
كالطفلِ بيــنَ جفونهــا ترعاني
ولهــا عهدتُ بأن أظل مواليــاً
ما دامَ هذا النبضُ في شرياني
كنَّــا كــذلك والغــرامُ يضمُّنــا
حتى اشتهى شيطانهـا شيطاني
كانت إذا اشتاقت تسابِقُ ظلَّها
وتجـيءُ لاهفــةً لكــي تلقانــي
كانت كسُكَّرةٍ تذوبُ على فمي
وتغارُ لــو عنها سهوتُ ثوانــي
مضت الشهورُ كليلةٍ ما بيننــا
والنــارُ بيــن كيانهــا وكيانـي
حيناً تراودني وحيناً تشتهي
صَلبــي على بوَّابــةِ النسيانِ
فلطالما أمسيتُ عنها مُعرضاً
ولطالما اصطَبرت على كتماني
أدمنتُ طبعَ البارداتِ بصمتها
وعشقتُ فيها شهوة العِصيانِ
لمَّــا أحسَّت أننــي أدمنتهــا
أمست تعاتبني على إدمانــي
وتقول لا تأمل فــلا أمــلٌ لنـا
إن دام حبكَ لن يدوم زمانـي !
فلكَم أتتنــي والعنادُ يقودهـا
وبهــا تعالــت نبــرةُ الخــذلانِ
ولكَم تناسيتُ الجــراحَ لأجلها
وغسلتُ من أفعالِها وجدانــي
ولأنني ما كنتُ أحسبُ غدرها
وقعَ الذي ما كانَ في حُسباني
ورجعتُ محتاراً أراجِعُ وعدها
وأعــدُّهُ ضربــاً مــن الهذيـــانِ
وأعيدُ ترتيبَ الهمــومِ بداخلي
وأضيعُ ما بيني وبين الجانــي
وأعود أسألني ترى من ذا ترى ؟
أقصى لظاها عن لظى أحضاني
قدرٌ تُرى أم عاشقٌ من ثوبهــا ؟
مالت إليــهِ وضيَّعت عنوانــي
تلك التي قد أقسمت بوجودها
أنّي الوحيدُ من الوجود تراني !
تلك التي كنتُ الأعــزَّ لنفسهــا
صارت تحِبُّ مذلَّتي وهوانــي
للهِ أشكــوهــا وأشكــو قلبهــا
كــم كــان قاسٍ قلبهــا وأنانــي
أنا لم أشكَّ للحظةٍ في صدقها
فبهــا لذيــذُ حديثهــا أغوانــي
ورحيقُ قُبلتِها ودِفء عناقهــا
عن كــل شيءٍ بعــدهُ أعمانــي
دوماً بوجــهٍ واحــدٍ أحببتهــا
وبكــلَّ ما أوتيتُ مــن إيمــانِ
علمي بها كانت تودُّ سعادتــي
وعليَّ تخشى مسَّةَ الأحــزانِ
ظني بها كانت تموتُ بغيبتي
موتَ الغريبِ بغربةِ الأوطانِ
أيُّ انقــلابٍ ذاكَ حــلَّ بقلبهــا
وأعانَ مُهجتها على هجراني
هوت الرحيل وغلَّقت أبوابها
بعد النعيــمِ تخيَّرت حرمانـي
أسفي على قلبي ولا أسفٌ لها
من قايضت حبِّي بحُبٍ ثاني !
حسن الشاعر
………………
قالت كثيــراً أنــهــا تهوانـــــي
وتحبُّ جداً عالمــي المُتفانــي
قالت بأنــي كالمــلاكُ بعينهــا
وبأن لا رجــلاً بمثــلِ حنانــي
وبأنهـا لــو خُيِّــرت تختارنــي
أمَّــا المحــالُ فإنــها تنسانــي
قالت وأيضا أننــي نبضٌ بهــا
والنبضُ ذو فضلٍ على الأبدانِ
فإذا سألتُ مكانتي في نفسها
في قلبها كانت تشيرُ مكانـــي
وإذا شككتُ ومــــرَّة كذَّبتهــا
قالت تمهَّــل كــي تری برهاني
عهِِدت بأن تبقــی بقربي دائمآ
كالطفلِ بيــنَ جفونهــا ترعاني
ولهــا عهدتُ بأن أظل مواليــاً
ما دامَ هذا النبضُ في شرياني
كنَّــا كــذلك والغــرامُ يضمُّنــا
حتى اشتهى شيطانهـا شيطاني
كانت إذا اشتاقت تسابِقُ ظلَّها
وتجـيءُ لاهفــةً لكــي تلقانــي
كانت كسُكَّرةٍ تذوبُ على فمي
وتغارُ لــو عنها سهوتُ ثوانــي
مضت الشهورُ كليلةٍ ما بيننــا
والنــارُ بيــن كيانهــا وكيانـي
حيناً تراودني وحيناً تشتهي
صَلبــي على بوَّابــةِ النسيانِ
فلطالما أمسيتُ عنها مُعرضاً
ولطالما اصطَبرت على كتماني
أدمنتُ طبعَ البارداتِ بصمتها
وعشقتُ فيها شهوة العِصيانِ
لمَّــا أحسَّت أننــي أدمنتهــا
أمست تعاتبني على إدمانــي
وتقول لا تأمل فــلا أمــلٌ لنـا
إن دام حبكَ لن يدوم زمانـي !
فلكَم أتتنــي والعنادُ يقودهـا
وبهــا تعالــت نبــرةُ الخــذلانِ
ولكَم تناسيتُ الجــراحَ لأجلها
وغسلتُ من أفعالِها وجدانــي
ولأنني ما كنتُ أحسبُ غدرها
وقعَ الذي ما كانَ في حُسباني
ورجعتُ محتاراً أراجِعُ وعدها
وأعــدُّهُ ضربــاً مــن الهذيـــانِ
وأعيدُ ترتيبَ الهمــومِ بداخلي
وأضيعُ ما بيني وبين الجانــي
وأعود أسألني ترى من ذا ترى ؟
أقصى لظاها عن لظى أحضاني
قدرٌ تُرى أم عاشقٌ من ثوبهــا ؟
مالت إليــهِ وضيَّعت عنوانــي
تلك التي قد أقسمت بوجودها
أنّي الوحيدُ من الوجود تراني !
تلك التي كنتُ الأعــزَّ لنفسهــا
صارت تحِبُّ مذلَّتي وهوانــي
للهِ أشكــوهــا وأشكــو قلبهــا
كــم كــان قاسٍ قلبهــا وأنانــي
أنا لم أشكَّ للحظةٍ في صدقها
فبهــا لذيــذُ حديثهــا أغوانــي
ورحيقُ قُبلتِها ودِفء عناقهــا
عن كــل شيءٍ بعــدهُ أعمانــي
دوماً بوجــهٍ واحــدٍ أحببتهــا
وبكــلَّ ما أوتيتُ مــن إيمــانِ
علمي بها كانت تودُّ سعادتــي
وعليَّ تخشى مسَّةَ الأحــزانِ
ظني بها كانت تموتُ بغيبتي
موتَ الغريبِ بغربةِ الأوطانِ
أيُّ انقــلابٍ ذاكَ حــلَّ بقلبهــا
وأعانَ مُهجتها على هجراني
هوت الرحيل وغلَّقت أبوابها
بعد النعيــمِ تخيَّرت حرمانـي
أسفي على قلبي ولا أسفٌ لها
من قايضت حبِّي بحُبٍ ثاني !
حسن الشاعر
تعليقات
إرسال تعليق