سيرة ذاتيه ناقصة لفارس مرهق بقلم عبد الحكيم احمد

سيرة ذاتية ناقصة لفارس مرهق

***

وقد كانت لي حكمةٌ في الحرب منذ الآن ...

إن لي حكمةٌ سوى : امش خلفك كي تعثر بك "!!

ومن النصائح التي يسديها لك صديقٌ كخدمةٍ مؤقتةٍ اختبر الحرب، ألفها وانصهر فيها، عرفَ كيف يراوغُ معها إن راوغتهُ... " دائماً في الحرب المبهمة كن في الأمام لئلا ترديك الرصاصةُ من الخلْف وأنت تبتسم للمدى المفتوح لناظريك ".

الرصاصة ذاتها التي كانت في كفوف الأعداء

أصبحت الآن في كفوف أخوتك !

هدية باهظة الثمن .. بل هي رخيصةٌ جداً، لكنك الثمنُ الباهضُ أمامها !

تتلمظ .. وتمسحُ لعابها بلحمك حين تجسـه بنهمٍ ..!

***

عرفوا كيف يقتادونك إلى المجهول ؟!

قرأوا تاريخك أكثر منك ..!

حياتك .. أنفاسك .. دينك وسخطك .. إلحادك واعتدالك، فكرك والمنطق !!.

أعطيتهم أنت مفاتيح عمرك .. وشرعت تبحثُ عن مخرج !

/

الحي الذي كنت تمر فيه بذريعة الطريق المسدودة التي توصلُ إلى بيتك كي ترى حبيبتك على الشرفة .. صار حكراً لسبابة القناص !

الحانةُ التي كنت تردادها في آخر المدينة كي تُسمع قلبك صحو الثملين وصحوك وتقول

" الصحوُ فخ .. صارت كوةً لتوزيع الموت على العابرين !،

فلا تصحُ من موتك القليل هذا ...!

لكل عابرٍ فوهةُ بندقية .. رصاصة، أو رصاصتان إن لم يلتفت للرصاصة الأولى ...!

الحربُ ..

الحربُ مومسُ الطغاة المجانين !

العاهرةُ الوحيدةُ التي تغيرُ لباسها الداخلي أمام العالم قاطبةً ..!

البغيُ التي تُـغري بثدييها المترهلين أشداق الجنرالات ونخاسي الأديان والخفافيش !.

الكاعبُ التي تفضُ بكارتها الرصاصةُ الأولى .. الأولى في الهواء معلنةً اللون الأحمر على سرير التاريخ !!

النائمة بين ذراعي الرب على خدها الأيسر !

كي ترى وجهة الذاهبين إلى الميمنة، إلى القبور بأحذيةٍ حافية

وقلوبٍ تنتعلُ الحكايات والماضي !.

الحرباءُ التي بلونٍ واحد !

ــ الأحمر ــ

المرآةُ الضريرةُ وساعةُ الرمل التي لا ينفدُ رملها إلا على شكل أشلاء

صغيرة! ... ناعمة كأصابع الأطفال التي كانت تحفرُ حفراً ضيقة لرمي الكرات الزجاجية

في ساحات الوطن أو الأحياء النائمة على صياح الديكة المتلعثمة بالوقت !.

الحرب ...

(زوجةٌ) خائنة ... تتسللُ بأي وقتٍ من فراشها

من غرفتها، من ثقب الباب

من قلب زوجها ...

الحرب ..

(زوجةٌ) لعوب ................... لإلهٍ لا يتقنُ إغلاق النوافذ !.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر