نيران صديقة ....بقلم عادل ابو العز الرحبي
نيران صديقة
___________
عزالدين وعمه الحاج غالب عاملان في البناء بالأجر اليومي
كانا في طريقهما إلى مكان عملهما في قرية مجاورة لقريتهما، ولكي يصلا إلى هناك كانا عليهما العبور سيراً على الأقدام عبر طريق جبلي، يرابط أفراد من المقاومة على تل صغير مطل عليها،،
كان عزالدين مبتسماً، وهو يستمع إلى تخوفات عمه الحاج غالب، الذي كان يهمس في اذنه؛
__علينا أن نكون حذرين من الجماعة، فقد يتهور احدهم ويطلق علينا النار،،
__يا عم غالب هؤلاء ليسوا صهاينة، هؤلاء أفراد من المقاومة الشعبية، هم أحرص منا على حياة المواطنين أمثالنا، هم متواجدون هنا من أجل حمايتنا، فلماذا كل هذا الخوف ؟
كانا عزالدين وعمه الحاج غالب قد تجاوزا المكان المحاذي للتبة التي يتمركز في قمتها المسلحون، حينها صرخ أحدهم يطلب منهما العودة من حيث جاءوا :
__عليكما العودة من حيث جئتم، فالعبور من هنا ممنوع، هيا اتحركوا...
توقفا عزالدين وعمه الحاج غالب، ولم يبديا أي اعتراض، بل سارعا في العودة، من نفس الطريق التي قدما منها،،،
بمجرد ان أصبحا بمحاذاة التبة التي يتمركز على قمتها المسلحون، انهال عليهما وحولهما وابل من الرصاص، وقبل أن يبديا أي ردة فعل تجاه ذلك، شعر عزالدين بألم يخترق كتفه، وينفذ إلى وسط صدره، سقط على إثره ارضاً، وادرك حينها ان رصاصة قد اصابته، ابتسم ابتسامة أليمة، وهو ينظر صوب عمه الحاج غالب، الذي كان يركض أمامه، غير منتبه لإصابته،،،
تبادر إلى ذهن عزالدين مشهد ابنته الصغرى، التي كانت تتعلق بإزاره قبل خروجه صباحاً من المنزل، تطلب منه أن يشتري لها عند عودته ذلك الفستان الذي وعدها به ، شعر بغصة أليمة حيال ذلك، فيبدو انه لن يتمكن من الوفاء بوعده لابنته الصغيرة، كان ينزف حين قام عمه الحاج غالب بمحاولة يائسة لرفعه من الأرض،
حاول أن يتحدث لعمه ويطمئنه انه بخير، الا انه عجز عن تحريك لسانه، شعر بأن كل عضو في جسده فقد وظيفته، بإستثناء نظره، فهو يرى كل شيئ من حوله بوضوح، الا أن المكان بدأ يظلم في عينه، فيبدو لناظريه وكأنه وسط صحراء واسعة غارقة في عتمة ليل دامس، ولم يعد قادراً على رؤية شيئ ، بإستثناء ذلك الشعاع الساطع، الذي امتد من كبد السماء، ليصب على بدنه ضوءً ناعماً ، احس وكأن ذلك الشعاع، ينتزعه ويخرجه من عباءة جسده،
شعر بأنه يرتفع وسط ذلك النفق الشعاعي متجهاً صوب فتحة مضيئة تتوسط صفحة السماء ، تاركاً جسده هناك مسجىً مكانه على الأرض، وشيئاً فشيئا كان يبتعد إلى الأعلى، في حين ظلت عيناه محدقتين في جسده ،الذي اختفى عن ناظريه وسط تلك الظلمة التي خرج منها
،،،،،،، انتهت،،،،،،
#عادل_ابوالعز_الرحبي
___________
عزالدين وعمه الحاج غالب عاملان في البناء بالأجر اليومي
كانا في طريقهما إلى مكان عملهما في قرية مجاورة لقريتهما، ولكي يصلا إلى هناك كانا عليهما العبور سيراً على الأقدام عبر طريق جبلي، يرابط أفراد من المقاومة على تل صغير مطل عليها،،
كان عزالدين مبتسماً، وهو يستمع إلى تخوفات عمه الحاج غالب، الذي كان يهمس في اذنه؛
__علينا أن نكون حذرين من الجماعة، فقد يتهور احدهم ويطلق علينا النار،،
__يا عم غالب هؤلاء ليسوا صهاينة، هؤلاء أفراد من المقاومة الشعبية، هم أحرص منا على حياة المواطنين أمثالنا، هم متواجدون هنا من أجل حمايتنا، فلماذا كل هذا الخوف ؟
كانا عزالدين وعمه الحاج غالب قد تجاوزا المكان المحاذي للتبة التي يتمركز في قمتها المسلحون، حينها صرخ أحدهم يطلب منهما العودة من حيث جاءوا :
__عليكما العودة من حيث جئتم، فالعبور من هنا ممنوع، هيا اتحركوا...
توقفا عزالدين وعمه الحاج غالب، ولم يبديا أي اعتراض، بل سارعا في العودة، من نفس الطريق التي قدما منها،،،
بمجرد ان أصبحا بمحاذاة التبة التي يتمركز على قمتها المسلحون، انهال عليهما وحولهما وابل من الرصاص، وقبل أن يبديا أي ردة فعل تجاه ذلك، شعر عزالدين بألم يخترق كتفه، وينفذ إلى وسط صدره، سقط على إثره ارضاً، وادرك حينها ان رصاصة قد اصابته، ابتسم ابتسامة أليمة، وهو ينظر صوب عمه الحاج غالب، الذي كان يركض أمامه، غير منتبه لإصابته،،،
تبادر إلى ذهن عزالدين مشهد ابنته الصغرى، التي كانت تتعلق بإزاره قبل خروجه صباحاً من المنزل، تطلب منه أن يشتري لها عند عودته ذلك الفستان الذي وعدها به ، شعر بغصة أليمة حيال ذلك، فيبدو انه لن يتمكن من الوفاء بوعده لابنته الصغيرة، كان ينزف حين قام عمه الحاج غالب بمحاولة يائسة لرفعه من الأرض،
حاول أن يتحدث لعمه ويطمئنه انه بخير، الا انه عجز عن تحريك لسانه، شعر بأن كل عضو في جسده فقد وظيفته، بإستثناء نظره، فهو يرى كل شيئ من حوله بوضوح، الا أن المكان بدأ يظلم في عينه، فيبدو لناظريه وكأنه وسط صحراء واسعة غارقة في عتمة ليل دامس، ولم يعد قادراً على رؤية شيئ ، بإستثناء ذلك الشعاع الساطع، الذي امتد من كبد السماء، ليصب على بدنه ضوءً ناعماً ، احس وكأن ذلك الشعاع، ينتزعه ويخرجه من عباءة جسده،
شعر بأنه يرتفع وسط ذلك النفق الشعاعي متجهاً صوب فتحة مضيئة تتوسط صفحة السماء ، تاركاً جسده هناك مسجىً مكانه على الأرض، وشيئاً فشيئا كان يبتعد إلى الأعلى، في حين ظلت عيناه محدقتين في جسده ،الذي اختفى عن ناظريه وسط تلك الظلمة التي خرج منها
،،،،،،، انتهت،،،،،،
#عادل_ابوالعز_الرحبي
تعليقات
إرسال تعليق