حكاية وطن .....بقلم هيثم حسن السطوف

حكاية وطن
////////
سمعت الوطن يقول
انا .......
متشرد
اتجول في شوارع المدينة
ابيع حروفي
لم يشتري مني احد
لم تكن رخيصة
ولكن لم تعني لهم شيء
لم تكتب لهم
ولم تناسب احد
كانت من المقاس الكبير
ومعظم سكان المدينة اقزام
كانت جميلة
جميلة جدا
ومعظم سكان المدينة يفتقدون الجمال
حروفي كانت متماسكة
وسكان المدينة كانوا مشردين على ارصفة الشوارع
حروفي كانت اشجار خضراء
وهم كانوا يكرهون اللون الاخضر
كانت حروف رطبة
غنية بالمطر
بالخير
بالمحبة
وكانوا معظمهم وحوش بهيئة بشر
كانت جنة لا جدران فيها
وهم كانوا خلف بوابات وحدود
 لا تحمل صورة ولا هوية ولا حتى معتقد
وهم مابين ذلك كان يتنافسون
لم يهتم بها أحد
بدأت انادي
اصرخ
لا مجيب
نثرتها صلوات على الكنائس لعنوها
علقتها تكبيرات على المأذن حطموها
حاربوها
مزقوها
شتتوا حروفها حلى اودية الخوف
على حواف التشرد
لونها بلون البؤس
وعلقوا فوق جسدها المقاوم طوق من يأس
ضاعت الحروف
ماتت الكلمات
وتاهت مابين نشيد كاذب
و وطنيات على هيئة لحن
مابين النشيد والوطنية
نبتت الشدائد والمحن
وبقيت انا عنوان مجهول الهوية
كتب على قبره هذه بقايا الوطن

هيثم حسن السطوف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر