نولدُ بقدر ونموت بقدر ....بقلم خالد الخطيب
بقلمي...
نولدُ بقدر ونموت بقدر.. وبين الموت والحياةٌ ذكرياتٌ نسكبها على أطراف السنين.. من رحم الواقع نلملم شتاتنا.. نتبعثر في حقيبة ساعي البريد كرسائل كلٌ منا سيصل إلى غايته التي قُدرت له.. نحلُمُ.. يترآءَ لنا ماءً على خطوط السراب.. نستنشق الأمل من بعد الفقد.. نعود بدون قيد.. نسترجع بعض ماضٍ.. نتفيءُ ظلاله..
وفجأةً تنبت شرنقةً.. فراشةً.. من عُذوبة النبض.. للوهلة الأولى نبضٌ نحسه بتسارع الزمن.. بلا قيود.. بلا جنود.. بلا اسلحةٍ لدمارٍ شاملٍ.. أو موجٍ لتسونامي.. أصبحنا مُحتلين.. لا نبغي الإستقلال.. لا نطلبه.. أسرى في سجونهم راغبين إلى الأبد..
لا عذر لنا في بعض الغياب.. نعترف.. نُقرُ بالذنب.. في محاكم الغرام لا قانون ينطبق على ما ندعوه الحب.. مشاعرنا مقيدةٍ لهم.. ترحل بهم.. تسافر على محمل الجد تسعى للوصول إليهم..
وعلى بيارق الشعر نسرق الحرف من الحرف.. نعصف بالكلمات على الكلمات.. نسوق قوافي الشعر بقصد الوقوع فيه طواعية.. تأسرنا مصفوفات حديثٍ تعبرُ مسارات النظر فينا.. البعض قال خذلونا.. وآخرون ظلمونا.. والبعض قال هم الحياة شكلوها.. أصبحوها.. جعلوا لها طعماً بنكهات الحب والشوق والغرام..
لا تسلني سيدي عن بعض حرفٍ أكتبه
بل سل القلب ما الذي علقه
وسلوه عن خفوقٍ عانقه
سكنت بين الضلوع
كيف صار الأمر..؟ لا تسلني كيف صار..؟
بل سلوا مني يراعي كيف خط الحرف بإسمه..
دون إشعار المداد..
دون أن تهذي السطور.. تتراقص
دونما اي إجتهادٍ للقوافي..
إنما كل الحروف وحيَّ جاءت
من عصورٍ ارغمت كل الدفاتر ان تُخط فيها في بدايات الكلام...
....
ونعودُ مرغمين
كيف ان السحر في بعض الطلاسم كان فينا
كتبوا إسمي هناك في سرايا إسمها
رسموني
رسموها
بالقلم
شكلونا بعض بعضٍ
حين كانت في بدايات الخلق تنادي أين أنت...؟
عني انت كل ما فيها ينادي
رغم اني لم أكن في حد ارضٍ..
جسدي يحبوا هناك
بيننا وادٍ وسهلٍ وجبال
وتناديني كأني جارها
أو قريباً جالساً في ركن بيتٍ لذويها
أو كأني قربها تضحك جهراً أن أتيت..
شكلونا في القدر
دون علمٍ وبعلمٍ شكلوها في زوايا قبلتي
....
خالد الخطيب
تعليقات
إرسال تعليق