رحم هارب. .......بقلم حيدر غراس
رحم هارب
...................1
حرارة ما تلسع مابين فخذي،
وخز ابري ناعم،..
شيئا ما يسيل..
مددت يدي الامس ما،
اعتدت وجوده
هناك..
ماهذا..؟
فزعت ارمي ألاغطية هنا وهناك
لعله سقط بين طيات الفراش،
لم أجده فمددت رأسي تحت السرير
ربما اختبئ من خوف بعد حفلة دعك لئيم،
لم اقتفي له اثر،..
هرولت مسرعه حيث الحمام ربما
كنت قد نسية هناك..
لم يكن كما ضننته،
رحت اجوب البيت ابحث بين خزاناتة وطيات الملابس ولم يكن هناك،
تذكرت انه يجوع كثيراً في الليل،
قديكون في المطبخ اكل شيئا ما وراقه المكوث. .
لم اجده كما ضننت..
رحت اركل الباب الخارجي امد رأسي
ابصر جانبي الطريق،
الفجر كان يخطو بحبو خفيف بدروب المدينه،
هل اسئل جارتي عنه فهي كثيرا
ماكانت تشير في احاديثها ان اعيرها اياه
ليلة واحده لكني تذكرت انها مسافرة
من يومين عند ابنتها،...
وهل اطرق الباب على جاري ألمتصابي فكم
من مرة لَمحته يفرك شيئا مابين فخذيه
كلما مررت بقربه،
لكنه مازال في التوقيف بقضية تحرش
مع زميله له في العمل..
رحت اعدو حيث المخبز العتيق اجرجر اسمال عباءة من رماد،
لعهُ سبقني هناك ينشد الدفئ من برد ليلهُ القاسي الطويل..
لكني فؤجئت بيافطة بيضاء يعلوها خط معوج
اغلق المخبز لأسباب صحية..
اتجهت بخطا مسرعة قبال مغتسل المدينة
ترافقني الكلاب طوال الطريق وهي بنباح
سبقتني رائحة التوابيت المتراصفة بأهمال
قرب سياج المغتسل وبكلتا يدي رحت اقرع بابه
خارت قدماي على مايبدو ان لااحد هناك
وتأكدت من الامر حين لاحضت سلسلة طويلة تلف عنق الباب وبقفل كبير...
النور بدأيغسل شوارع المدينة ويطرد
جيوش الفجر ألأول...
فلاحت عن بعد اضواء السيارات فأوقفت
اول تاكسي ورميت نفسي بمقعدها الخلفي
وأنا اردد على مسمع السائق بصوت خفيض الى مشفى الولادة لعله يتواجد هناك...
2
سئلت الفتاة التي تقف خلف مضدة
كبيرة وكانت تعبث بأزرار هاتفها
هل جاء اليكم قبل قليل؟
قالت: من؟
قلت لها رحمي..
قالت الارحام هنا كثيرة ولاأدري
عن اي رحم تتحدثين
لك الدخول هناك وتبحثي عنه..
رحت اولج ممر طويل تفوح منه رائحة غريبة وتغطي رائحة المعقمات..
لم استغرب كثيراً ولم يطرأ علية تغير
يذكر فقد مررت به مرات عدة
فقادتني قدماي حيث قاعة كبرى تعلوها
عبارة صالة الولادة..
توجست خيفة وأنا افرك عيني واديرها
هنا وهناك اجوبها يميناً وشمال..
وماأن لمحته هناك..
حاول الفرار مختبئا بين الارحام ألأخرى
لكني اعرفه جيدا هو ذاته
لن يغيب عني...
عدوت اليه مسرعه انتشلهُ وأصفعه بعنف..
تسمر في مكانه يقدح شرراً وأبى أن يعود..
وبصوت عال راح يرد..
من انتِ وماتريدين..؟
من أنتِ واين كنت هذه السنين..؟
غريب امرك...
الم اكن هناك..
اما كنت تشعرين..؟
وألان بعد الفوات
جئتي نادمة تبحثين..؟
لن اعود..
ماخلقت لأدفن..
أنا هنا..
اولد كل حين...
تجمهرت الارحام حولنا
تتقافز هنا وهناك تردد بصوت واحد
لن يعود..
لن يعود..
3
حسمت ألامر امرأة كانت تقف بالقرب
منا
امرأة ذات ملامح حادة وأصابع لم تخفي
القفازات الزرقاء غلاضتها وحرفيتها
بفض الاشتباكات..
تناولتة بقسوة كبيرة ووضعته بكيس
اسود صغير ورمته بوجهي
وعيناها تقول خذيه..
تأبطته ورحت اعدو خارج المشفى
وكأني اخفي جريمة كبرى مررت بها..
لاح نهر المدينة المتخوم بالمح واغوارق
المراكب القديمة...
فرحت اغوص في اعماقه اغسل ماعلق بي
من اردان الليلة الفائته..
تحسست مافي الكيس..
لم يكن هناك...
ومن يومها..
كلما اكلت السمك اشعر بشيئ يوخزني
بين فخذي وشيء يسبح هناك....
.
. حيدر غراس
...................1
حرارة ما تلسع مابين فخذي،
وخز ابري ناعم،..
شيئا ما يسيل..
مددت يدي الامس ما،
اعتدت وجوده
هناك..
ماهذا..؟
فزعت ارمي ألاغطية هنا وهناك
لعله سقط بين طيات الفراش،
لم أجده فمددت رأسي تحت السرير
ربما اختبئ من خوف بعد حفلة دعك لئيم،
لم اقتفي له اثر،..
هرولت مسرعه حيث الحمام ربما
كنت قد نسية هناك..
لم يكن كما ضننته،
رحت اجوب البيت ابحث بين خزاناتة وطيات الملابس ولم يكن هناك،
تذكرت انه يجوع كثيراً في الليل،
قديكون في المطبخ اكل شيئا ما وراقه المكوث. .
لم اجده كما ضننت..
رحت اركل الباب الخارجي امد رأسي
ابصر جانبي الطريق،
الفجر كان يخطو بحبو خفيف بدروب المدينه،
هل اسئل جارتي عنه فهي كثيرا
ماكانت تشير في احاديثها ان اعيرها اياه
ليلة واحده لكني تذكرت انها مسافرة
من يومين عند ابنتها،...
وهل اطرق الباب على جاري ألمتصابي فكم
من مرة لَمحته يفرك شيئا مابين فخذيه
كلما مررت بقربه،
لكنه مازال في التوقيف بقضية تحرش
مع زميله له في العمل..
رحت اعدو حيث المخبز العتيق اجرجر اسمال عباءة من رماد،
لعهُ سبقني هناك ينشد الدفئ من برد ليلهُ القاسي الطويل..
لكني فؤجئت بيافطة بيضاء يعلوها خط معوج
اغلق المخبز لأسباب صحية..
اتجهت بخطا مسرعة قبال مغتسل المدينة
ترافقني الكلاب طوال الطريق وهي بنباح
سبقتني رائحة التوابيت المتراصفة بأهمال
قرب سياج المغتسل وبكلتا يدي رحت اقرع بابه
خارت قدماي على مايبدو ان لااحد هناك
وتأكدت من الامر حين لاحضت سلسلة طويلة تلف عنق الباب وبقفل كبير...
النور بدأيغسل شوارع المدينة ويطرد
جيوش الفجر ألأول...
فلاحت عن بعد اضواء السيارات فأوقفت
اول تاكسي ورميت نفسي بمقعدها الخلفي
وأنا اردد على مسمع السائق بصوت خفيض الى مشفى الولادة لعله يتواجد هناك...
2
سئلت الفتاة التي تقف خلف مضدة
كبيرة وكانت تعبث بأزرار هاتفها
هل جاء اليكم قبل قليل؟
قالت: من؟
قلت لها رحمي..
قالت الارحام هنا كثيرة ولاأدري
عن اي رحم تتحدثين
لك الدخول هناك وتبحثي عنه..
رحت اولج ممر طويل تفوح منه رائحة غريبة وتغطي رائحة المعقمات..
لم استغرب كثيراً ولم يطرأ علية تغير
يذكر فقد مررت به مرات عدة
فقادتني قدماي حيث قاعة كبرى تعلوها
عبارة صالة الولادة..
توجست خيفة وأنا افرك عيني واديرها
هنا وهناك اجوبها يميناً وشمال..
وماأن لمحته هناك..
حاول الفرار مختبئا بين الارحام ألأخرى
لكني اعرفه جيدا هو ذاته
لن يغيب عني...
عدوت اليه مسرعه انتشلهُ وأصفعه بعنف..
تسمر في مكانه يقدح شرراً وأبى أن يعود..
وبصوت عال راح يرد..
من انتِ وماتريدين..؟
من أنتِ واين كنت هذه السنين..؟
غريب امرك...
الم اكن هناك..
اما كنت تشعرين..؟
وألان بعد الفوات
جئتي نادمة تبحثين..؟
لن اعود..
ماخلقت لأدفن..
أنا هنا..
اولد كل حين...
تجمهرت الارحام حولنا
تتقافز هنا وهناك تردد بصوت واحد
لن يعود..
لن يعود..
3
حسمت ألامر امرأة كانت تقف بالقرب
منا
امرأة ذات ملامح حادة وأصابع لم تخفي
القفازات الزرقاء غلاضتها وحرفيتها
بفض الاشتباكات..
تناولتة بقسوة كبيرة ووضعته بكيس
اسود صغير ورمته بوجهي
وعيناها تقول خذيه..
تأبطته ورحت اعدو خارج المشفى
وكأني اخفي جريمة كبرى مررت بها..
لاح نهر المدينة المتخوم بالمح واغوارق
المراكب القديمة...
فرحت اغوص في اعماقه اغسل ماعلق بي
من اردان الليلة الفائته..
تحسست مافي الكيس..
لم يكن هناك...
ومن يومها..
كلما اكلت السمك اشعر بشيئ يوخزني
بين فخذي وشيء يسبح هناك....
.
. حيدر غراس
تعليقات
إرسال تعليق