القصة القصيرة /// Zohor Alkhateeb





جلست على مقعد في باحة الدار الكبيرة تستعرض صور بعيدة عمرها عمر السنين التي مضت فيها بهذا البيت معه نظرت الى الجدران التي تئاكلا الزمن عليها وقد اتلفها حتى بدت وكأنها منحوتة والبرتقانة التي حملت ازهار تتبختر بأزهارها الرائعة والنحلات اللواتي تطوف داخلها على اغصانها لتلعق رحيق الزهر مع وزيزها الناعم وترحل والدوالي بجانبها تتمايل اغصانها يمنة ويسرى وهي جالسة يائسة تضع يدها على خدها وحيدة ترسل الاه تلو الاه لاتعلم ماذا تحضن الايام الاتية لها في جعبتها ومايخبئ الزمن القادم اسرار اومواقف تجعل منها تعيش كابوس مؤلم رشفت قهوتها الباردة ونهضت تفتح الباب لمن يطرقه كان يحمل عكازه ويهم في الدخول قالت له اهلا تفضل لم تتأخر قال اشتقت اليك وابتسم وضعت يدها على كتفه وقالت له وانا اشتقت لك لك ساعة فقط على خروجك لما عدت قال لها عدت لااجلس معك تذكرت انك وحدك ورائحة شجرة البرتقال جذبتني لااعود ونجلس سويا على هذا المقعد بدء يتحدث عن زمان وكيف كانت وكان ورحلت بعيدا بعيد بذاكرتها تذكرت يوم كان يبعث لها وردا مع اخيها الصغير وتهرب بهم الى الغرفة لتشتمهم وتضمهم الى صدرها وتخاف من امها ان تعلم ماذا معها ومن ارسل الورد وعند المساء يمر عليها بحجة سؤال ليسلم عليها ويطول السلام  وهي تذوب خجلا منه وخوفا من والديها واخوتها
وبعد بضعة ايام يعود ليراها ولو لحظة كانت رقيقة جميلة وكان لايرى اجمل منها ابنة السابعة عشر وما ان كانت سارحة  ناداها وقال لها هل تتذكري كم كانت امك تتضايق مني ضحكت وقالت له نعم كانت تخاف علي منك اه ياحبيب العمر لقد مر العمر كالحلم وكاننا لم نعش الالحظات سويا عانقته وقبلت خديه وقالت له انت من تساوي الحياة كلها انا لك كل العمر احبك حتى بعد العمر الذي سيرحل احبك ياقنديل بيتي ان اعتمت الدنيا في وجهي اره يضئ لي دربي وايامي تعالى لندخل البرد داعب اجفاني والبرد غل بأوصالي عدت ياحبي الى البيت وغل نور في الدار
بقلم Zohor Alkhateeb

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعني احبك كيفما اشاء بقلم ختام عمر

ليت أنفاس أيلول تدرك اني انتظرك. بقلم شبيلة مطر