هوية مفقوده. بقلم نور محمد

....هوية مفقودة.... مرت عشرات الأعوام.. و هي لازالت منقوعةً في خوف لئيم.. بالية النظرة .. مقطوفة البسمة.. مفخخة القلب .. منهوبة الروح.. معنوَنٌ عقلها بحكايا النزوح و ضبابية الرحيل تُقرئها بشاعة الحدث لازالت سائرة رغم سكونها. مفصومة الوجهةِ عارية الوعيِ في عتمةِ ذات الدرب البارد الموحش المعتوه تتفانى لتعبرَه فيعبرها يمرُّ عليها ....يدهسها يركض فيها و إليها و عبر كل الوقت يراودها..ترتدي سفهه.. تنظر انعكاسها فتراه باق متعثر.. تترعرع خيباته في ذات الخطوة لازلت حبيسة طفولتها المنزوعة بائسة...تحتضر براءتها في غربة الزمن بقايا دميتها المحترقة يغمر أيسرها المخلوع تأمل أن يربت ..لكنه ينتحر و يتناثر.. و فتات أشلاء فستان والدتها يكفن جيدها المشوه.. تتحسسه الآن فيعوي من جديد عابقا بالدم و شطط الألم و لازالت تتحرك حافية التركيز تحاول دحرجة كومة ذكريات ... ضحكات ...عراك عابث و عطر عشاء دافىء على مائدةٍ آمنةٍ ينتظر الكل في مشهد واحد صامت تلمحه خلف غيمةٍ تلاحق توغلها فيه و تسألها ... أخانت هذه اللمسات جدران الروح في ذات ...